علي المرزوقي
منذ نهاية التسعينيات أدركت القيادة الحكيمة لحكومة أبوظبي أهمية إعداد وتهيئة الشباب الإماراتي بمنظومة من المهارات كانت خارجة عن العرف والمألوف في حينها، تم تأسيس مهارات الإمارات بهدف غرس قيم ومفاهيم التعليم والتدريب التقني والمهني والإسهام في تحقيق الهدف الأسمى الذي يضمن اقتصاداً متيناً مبنياً على المعرفة سيكون نواة دولة الإمارات الحديثة. ومع مرور الزمن جاءت الرؤى الاقتصادية الحديثة لتثبت صحة توجه الحكومة نحو تنمية قطاع المهارات. إذ تمحورت الرؤية الاقتصادية لأبوظبي 2030 ومؤخراً الرؤية الخمسينية للإمارات 2071 حول أهمية قيادة قطاعات الدولة بأيدي شبابها.
باشرنا منذ العام 2006 رحلة البحث عن المهارات والكفاءات الإماراتية الشابة. عملنا جنباً إلى جنب مع المؤسسات المجتمعية والمدارس والجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية المختلفة على تحفيز الشباب الإماراتي وإبراز مقدراتهم في المهارات المختلفة التي يبرعون بها. سلطنا الضوء على مجالات العمل المتنوعة التي يتيحها قطاع التعليم والتدريب التقني والمهني والتي ربما تخلق تغييراً جذرياً في مستقبل الفرد وخياراته في مجال العمل والحياة.
تعمل مهارات الإمارات على تنمية نظام التعليم والتدريب التقني والمهني في دولة الإمارات من خلال التطوير المعرفي وتبادل المعلومات وزيادة أعداد الطلاب المواطنين المنتسبين إلى نظام التعليم والتدريب التقني والمهني ودمجهم في القطاع وتوسيع إدراكهم لمزايا هذا النوع من التعليم عبر إتاحة الفرص أمامهم للمشاركة في مسابقات مهارات متعددة على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي كل عام.
تؤمن مهارات الإمارات بأن الخيارات الوظيفية المتنوعة التي يتيحها قطاع التعليم والتدريب التقني والمهني قادرة على تغيير مسار حياة الأفراد إذا اختيرت بعناية. وعليه فإننا نعمل بجد لتعريف الطلاب بهذه الخيارات من خلال مسابقات المهارات، ونحرص على إضافة مسابقات جديدة لمسابقة المهارات الوطنية التي تقام كل عام. كما نراعي أيضاً ميزة ضبط الجودة والقياس المستمر لمستويات الأداء مقارنةً بمسابقة المهارات العالمية التي ترصد دوماً أحدث تطورات القطاع التقنية والمهنية.
نسعى إلى تعزيز مسابقة المهارات الوطنية وزيادة شموليتها من خلال استقطاب فئات عمرية مختلفة مثل "" مسابقات الصغار"" التي تفسح مجال المشاركة للمواطنين الصغار الذين تتراوح أعمارهم ما بين 9 – 15 عاماً. كما توسعنا بشكل أفقي أكثر واستقطبنا فئات مجتمعية جديدة إذ أضفنا مسابقات خاصة لأصحاب الهمم من ذوي الاحتياجات الخاصة. وتبنينا أيضاً إبداعات وابتكارات الشباب المواطنين من خلال إضافة ""مسابقات المستقبل"".
مسيرة مهارات الإمارات في التطوير مستمرة دوماً، فقد ألهمت مهارات الإمارات منذ تأسيسها أكثر من 3000 شاب وشابة مواطنين على المشاركة والتنافس ليكونوا الأفضل على المستوى الوطني. كما دربت وأهلت ما يقارب 100 متسابق ومتسابقة لتمثيل دولة الإمارات في مسابقات المهارات العالمية التي تقام مرة كل عامين. هذه دعوة مفتوحة لجميع الشباب والشابات الإماراتيين الطموحين الراغبين بالتميز والتغيير أن ينضموا لمسيرة المهارات من خلال المشاركة في مسابقة المهارات الوطنية القادمة. ""المهارة والمعرفة والعمل الدؤوب"" هو شعارنا.